Tag Archive for: مجد الله

الرجولة المتجهة نحو هدف

إنّ رجولتك وهويتك ليست الهدف بل هي الوسيلة نحو الهدف. من الممكن انك تعتقد ان رجولتك هي الهدف وانا كنت افكر مثلك لوقت طويل. فكل ما يفعله الرجال في هذه الحياة هو سعيهم الدائم لتحسين رجولتهم، مظهرها وأفعالها. كثير من هؤلاء الرجال استطاعوا ملامسة تحولات رائعة في رجولتهم غير انهم لم يكتفوا ويريدون المزيد، حتى ان بعضهم فقد صوابه واتجه لأمور غريبة، مشينة احيانا ومجنونة ايضا آملين ان يروا ترقيات جديدة، مثيرة وقوية لرجولتهم وهويتهم! هل سألت نفسك لماذا لا يتوقفون؟ ما هو سبب عدم الاكتفاء هذا؟

طبعا انا لا اقول لك ان تتوقف عن العيش بتحسين دائم ولكن اريد ان اضيء لك على اعلان ناقص في حياتك سوف يأتيك بالشبع، الفرح والسلام الداخلي في هذه الناحية. وعندما تمتلك هذا الاعلان، واليقين والايمان سوف تستمر بتحولاتك الجذرية لرجولتك ولكن من مكان الاكتفاء والسلام العميق. وعندما يضيىء لك الروح القدس بهذه الحقيقة، عليك بتلمذة اصدقائك الرجال ايضا.

اكرر لك السر الكبير والعظيم هنا وهو انّ رجولتك وسيلة وليست الهدف. سأشرح اكثر واوسع لك بأمثلة. إن قصد الله لك هو ان تستمتع بهويتك بالملء. ان الله بعظمته عندما اراد ان يخلق الانسان قرر، حلم، رأى ان يصنعك رجلا في هويتك. كان من الممكن ان يكون للانسان تصميم آخر، شيئا لم نعرفه قط ولا يخطر على بالنا، غير ان الرب قال ان اعظم حالة يمكن ان يكون طوني فيها (انا، يمكنك ان تضع اسمك هنا) هو ان يكون رجلا!!! هللويا.

نعم يريد الله لك ان تتمتع بتحفتك و شكلك وصوتك وبنيتك وقراراتك وجرئتك ورجولتك بشكل عام ويريد ان يشفيها ويردها للقوة والجمال ولتصميمه الاساسي وان يحارب محاربي رجولتك على اختلافهم وهم كثر: الشيطان، تعاليم الناس الخاطئة عن الرجولة الحقيقية والالهية وانت وفهمك لذاتك. لكن بعد ان يفعل الله معك كل هذه العظائم، يريدك ان تفهم انه حسّن الوسيلة ورممها لهدف!

كم من الرجال اليوم يعيشون شكل الرجولة ولقوتها ناكرون؟ واكثرهم اصبحوا مدربين ومعلمين وكاتبي كتب في هذا المجال. نعم، سيستمر الشيطان في تلمذة الرجال بطريقة خاطئة سواء ظهروا اقوياء او مخنثين! في الحالتين المصدر واحد وهو الخداع! غير انك اليوم من اهل الحق والحرية لان الرب اراد لك ان تقرأ هذه الرسالة لينير لك حقيقة الامر ويأخذك الى اماكن مدهشة في رجولتك وهويتك!

قد تتسائل الآن ما هو الهدف من رجولتي بعد ان فهمت انها وسيلة وليست الهدف. ولماذا الله بطاقة رجل وامرأة؟ ولماذا منحني ان اذوق من جزئية شخص الله؟

الجواب هو “السلطان الالهي”. بعدما خلق الله الرجل والمرأة، بعد اعطائهم متعة الهوية أمرهم ان يتسلطوا على الارض مثله (اقرأ تكوين 1). الهوية هي منبر لتفعيل السلطان الالهي! فأنا كلبناني ولي هوية لبنانية لي السلطان ان اكون في بلدي واتمتع بكل امتيازاته. فهويتي هي الرخصة الشرعية لسطاني وسيادتي والا اكون دخيلا واجنبيا ومتعد وسوف الاحق.

يفهم الشيطان هذا المبدأ لذلك يشن حروبا شرسة على هويتنا جميعا لأنه يخاف سلطان الله في الانسان.

“عِنْدَمَا أَتَأَمَّلُ سَمَاوَاتِكَ الَّتِي أَبْدَعَتْهَا أَصَابِعُكَ، وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي رَتَّبْتَ مَدَارَاتِهَا أُسَائِلُ نَفْسِي: مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تَعْتَبِرَهُ؟  جَعَلْتَهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ  وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي، وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضاً،  وَالطُّيُورَ والأَسْمَاكَ وَجَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ. أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!”  مزمور 8

لاخظ الآية الاخيرة ” أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!”. لن يتعظم اسم الرب في كل الأرض دون الآيات فوقها.

حتى ولو صرت أعظم الرجال مظهرا فأنت غير مكتمل بحسب القصد الالهي ولست بتهديد للشيطان واسم الرب لا يتعظم من خلال هويتك! سرق الشيطان سلطان حواء بالاغواء والخطيئة، اي بتعديل شخصيتها، ليصل الى السلطان لكي لا يملك الرب في الارض. ولكن يسوعنا استرد هويتنا وسلطاننا بعد ان صار ابن الانسان من اجلنا وينل هذا كل من يؤمن به. لكن بعد هذا العمل العظيم الذي فعله المسيح هل فعلا نجعل اسم الرب عظيما في كل الارض كرجال ونساء الله؟

ان السيارة هي الوسيلة وليست الهدف، فاذا كانت سيارتك خربانة او ملتوية فلن تذهب بعيدا او لن تذهب مطلقا. ان هويتك هكذا! احمل الصفات الالهية فيك كرجل، فكر مثل الرب، تكلم مثله، افعل مثله وليكن مظهرك مشفيا ايضا ولكن تذكر الهدف الاعظم والاسمى منها. أيها الرجال كونوا رجالا لمجد الله! آمين

الرب يباركك

طوني فرنسيس